الكاسف الأداره
عدد الرسائل : 181 الجنس : .::اوسمة العضو::. : تاريخ التسجيل : 06/02/2008
| موضوع: ((الـــنـــمـــيـــمـــه)) الخميس مايو 08, 2008 5:20 am | |
| النميمة .. حينما تتفشى كالميكروب؟
رباب الحسيني 23/5/1426 30/06/2005
النميمة مرض أخلاقيّ له آثاره الخطيرة؛ إن هي تُركت بلا علاج استشرت وأخذت في تدمير العلاقات الاجتماعية بين الناس؛ فضلاً عن أنها تنم عن شكل ذميم من أشكال الضعف النفسي، والنفاق الاجتماعي الذي يقلب موازين الأخلاق بين المسلمين، ويضفي على المجتمع ظلالاً كئيبة تقلّص روح السلام والوئام والحب والتآخي، والتي أقام الإسلام بنيانها على تقوى من الله ورضوان، فإذا تسرّبت آفة "النميمة" نخرت في هذا الأساس حتى تصل قيم التواصل والتراحم بين الناس إلى درجة الانهيار. فهل أصبحت النميمة مرض العصر الذي يستعصي على العلاج؟ وهل تحوّلت إلى ظاهرة تتفشى في المجتمعات ليس بين النساء فقط بل انتقلت العدوى إلى الرجال أيضاً؟ وما هي النميمة؟ وما حكمها؟ وما أثرها؟ وكيف يمكن التخلص منها؟ كلها أمور يجب علينا معرفتها والعلم بها؛ ففي صحيح البخاري باب بعنوان "باب العلم قبل القول والعمل" . تعريفها: هي نقل الكلام بين طرفين بغرض الإفساد. حكم النميمة: فهي محرمة بإجماع المسلمين، وقد تظاهرت على تحريمها الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وهي كبيرة من كبائر الذنوب. فإذا رأى الإنسان من نفسه إيذاء لأخيه المسلم أو أخته المسلمة بالغيبة أو بالسبّ أو بالكذب أو غير هذا، فليعرف أن في إيمانه نقصاً و في أخلاقه ضعفاً، وأن قلبه قد داخله مرض. آثارها: التَّفرقة بين الناس، قلق القلب، عارٌ للناقل والسامع، حاملة على التجسُّس لمعرفة أخبار الناس، حاملة على القتل، وعلى قَطْع أرْزَاق النَّاس. وبالرغم من أن التكفير عن ذنبها ليس بالأمر السهل إلا أنه لا رادع لوقفها؛ فقد اختلفت العلماء في توبة الغيّاب والقاذف في حق الآخرين؛ فاشترط بعضهم لكي تصبح توبته أن يعلم صاحب الحق بما ارتكبه في حقه ويطلب صفحه عنه، وقال بعضهم: إنه يجب عليه أن يعلمه بكل ما قذف به في حقه ويطلب عفوه، وقال آخرون: بل يخبره بغير تعيين لما قاله ضده أو تفصيل كأن يقول له: سامحني فيما اغتبتك فيه أو سببتك به. وقال علماء غيرهم: إن إعلام المقذوف في حقه لا يحقق أي مصلحة؛ لأن علمه بما أوذي به لن يزيده إلا أذى وحنقاً وغماً، وقد كان مستريحاً من كل ذلك من قبل، وربما كان ما يعرفه عن ذلك سبباً للعداوة بينه وبين من اقترفه ضده فلا يصفو له. ولذلك فقد يكون الأفضل إلى حفظ الحرمات هو انتهاء المرء عما فعل، على أن ينتهز الفرصة لطلب الصفح ممن قذف في حقه دون تحديد لما سبق أن آذاه فيه. وقد استطلعنا آراء عينات وشرائح اجتماعية متنوعة حول هذا الموضوع الخطير لإلقاء مزيد من الأضواء حول هذه الظاهرة.
أسباب متعددة
فيقول د.عادل الكردسي -أستاذ علم الاجتماع-: إن الأسباب التي تقف وراء النميمة متعددة فالأمر غير مقتصر على الفراغ، بالرغم من أنه سبب رئيس، وإنما يرجع أيضاً إلى عدم التنشئة السوية، وأحياناً لعدم التعليم، كما أن العامل الاقتصادي أيضاً يلعب دوراً مهماً من خلال البطالة ووجود مساحة واسعة من الوقت للاهتمام بتجميع أخبار الآخرين والزيادة عليها. فالنميمة سمة من سمات الأفراد تنتقل من الشخص النمّام إلى الآخرين، وهي مرض معدٍ؛ لأن هناك ثقافة في مجتمعاتنا العربية، وهي أنه يُعدّ الاستماع دون المشاركة في الحديث نقيصة لمبدأ الطرف الآخر في تناول أطراف الحديث. كذلك ترجع هذه النقيصة لمفهوم الثقافة الفرعية والتي تتمثل باللغة الدارجة في (قاعدة المسطبة) أو الشلة أو التجمعات في النوادي. فيتم في هذه الجلسات النبش في أسرار الناس، وللأسف هذه العادة غير مرتبطة بالوجود في مكان معين أو الانتماء إلى طبقة معينة. وإنما ترجع لبيئة الفرد نفسه، فقد سلك هذا السلوك كنوع من التسلية، وإن كان جانب كبير منه سلوكاً مكتسباً أو من منطلق أن الآخر يعرف فلابد أن أظهر معرفتي بأشياء جديدة. وقد تُكتسب هذه العادة من الأصدقاء أو الجيران أو من نطاق العمل أي ليست الأسرة شرطاً في توريدها، وبالطبع هي ظاهرة لها مخاطرها التي لا يُستهان بها؛ فمعروف أن الفتنة أشد من القتل، فهي تشوّه العلاقات بين الناس وتسبب العداوة والمشاجرات. وعلى الجانب الآخر قد يعرف الشخص أو يستشعر ما يُقال عنه بشكل أو بآخر مما يسبب له الأذى، فتزيد العداوة. والمفروض أن نواجه هذه الظاهرة باستغلال الوقت في العمل؛ فالخسارة لا ترجع على الفرد بل على المجتمع بأكمله، فهذا الوقت لو استغلّ لمصلحة المجتمع لأحدثنا نوعاً من التقدم على جميع المستويات.
ناقل الميكروب
ويعبر فضيلة الشيخ محمد عبد المنعم البري عن هذه العادة قائلاً: قال أحد الحكماء أتدرون من أذل من اليتيم؟ قالوا: من؟ قال: النمّام إذا بان أمره بين الناس، وفضح حاله أذلّ من اليتيم. فالنّمام يكره التحابّ، ويشعل الفتن، وينقل الميكروبات ويترجم عن هذا الفساد النفسي بما ينقله من علل وتخاذل. ويقول تعالىيَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء:88-89] فصفاء النفس ونقاء القلب أبرز صفات الإيمان، ويقول رسول الله -صلى عليه وسلم- : " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله".
غياب الوازع الديني
تقول السيدة لمياء نبيل مدرسة: إن أهم الأسباب التي ساهمت في انتشار هذه الآفة هو غياب الوازع الديني .. فقلما تجد مجلس نميمة، ويحاول أحد الحضور تغييره، حتى ولو كان بالقلب أضعف الإيمان. والأمر الذي يبدو أكثر خطورة هو أن هذه العادة أكثر انتشاراً بين السيدات اللاتي هن أمهات يحملن أمانة التربية الصالحة. وبالتالي سوف تكون النميمة من الأمراض الوراثية التي تنتقل من الآباء إلى الأبناء. ومن ثم لابد من العودة إلى المنهاج الإسلامي ونتذكر التحذيرات النبوية حتى لا يكون حصاد سيئاتنا أكثر من حصاد حسناتنا "كما يجب أن نعلم أن النميمة سوف ترد على صاحبها وكفى أن نتذكر قول الشاعر:
لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن.
النميمة والفراغ
أما السيدة زينب حسن ربة منزل .. فتذكر أن الفراغ هو السبب وراء هذه الظاهرة، وما يؤكد صحة ما أقول هو أن الناس تنم في أوقات عملها أو تنم وقد تكون تؤدي أعمالاً كثيرة أثناء اليوم؛ فهي تتحدث على سبيل التسلية فالأمر مرتبط بمعايير مختلفة كالغيرة من الآخرين وخاصة التفوق المادي، والذي غالباً ما يُتهم صاحبة بعدم الشرف؛ لأن اعتقادهم أن الطريق الشريف لا يوصل إلى الثراء. بل والغريب فعلاً أن النميمة قد تصل إلى حد أشخاص لا يعرفهم النمام شخصياً، وإنما يدفعه حقده عليهم لتشويه صورتهم والتقليل من نجاحهم.
ليست مؤنثة .. دائماً
ويقول محمد سليمان مهندس: إنه -بالرغم من أن من غير المستغرب أن تكون هذه العادة السيئة في النساء- إلا أنني لا أجد أي اختلاف بين الجنسين فقد أكون جالساً مع أصدقائي فلا أجد شيئاً يتحدثون عنه سوى الحديث عن فلان وعلان، ولا يفلح معهم أي محاولة لتغيير الحديث بل قد يحدث اصطدام بالكلمات حين أحاول إيقافهم عن ذلك. وللأسف لا يقتصر الأمر على ذلك بل إن والدتي نفسها حينما تأتي إلينا إحدى جاراتنا، فيفتح نفس الحديث، وكثيراً ما أحرجهم بتوجيه النصائح بعدم الاستمرار في هذا الكلام وبضرورة التوقف ولكن دون جدوى.
النميمة والانتفاخ الذاتي
ويرى الشيخ محمد فهيم، مدرس علم القراءات بجامعة الأزهر أن النمام يتصف بإحدى صفات المنافقين، والمنافق شخصية ملتوية غير سويّة، لا يستقيم لك على أمر، ولذا فهو يقوم بعملية تعويض ذاتي، مما أسميه أنا "الانتفاخ الذاتي" أي المبالغة في الأمور، والنفخ في الأمور من أجل الدفاع عن النفس ـ أثناء لحظة الافتضاح ـ أو في وقت الإفساد بين الناس بالنميمة، لذا يقول الله تعالى في سورة القلموَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) [القلم:10-11]. ولنلاحظ كلمات (حلاف ـ هماز ـ مشاء) وكلها من ألفاظ المبالغة التي تدل على كثرة الإتيان بتلك الأفعال .
سببان للنميمة
ويذكر الدكتور هاشم بحري طبيب نفسي أن انتقال الحديث بين الأفراد كنوع من أنواع النميمة إنما يرجع لسببين: الأول: بالتأكيد هو علاقة هذه الأشخاص بالفراغ الذي لا يجدون سبيلاً لشغله بخلاف سيرة الناس. والثاني: هو حصول البعض على قدر من النجاح فيبدأ الحديث عنهم في هيئة نقد وتقليل من قدراتهم. أو نتيجة لعدم القدرة على الحصول على النجاح أو التقليد في سلوك فعل مختلف أو غريب كأن تقوم امرأة بأخذ إجازة زوجية، وهي شيء غريب على مجتمعنا، ولا يتقبله، وقد تحاول نساء كثيرات تقليدها، ولكن قد لا تتوفر الظروف المناسبة لذلك، وهنا نجد النميمة تلعب دورها للنيل من هذه السيدة أو للتقليل من شأنها، وهذه الظاهرة موجودة في عالم النساء والرجال على حد سواء، وإن كان وقت الرجال لا يتسع للنم نظراً لعملهم صباحاً ومساء بخلاف النساء. كما أن هناك دراسة أثبتت أن قدرة المرأة على الكلام تصل إلى (5000) كلمة في اليوم، أما الرجل فتصل قدرته على الكلام إلى (2500) كلمة. فهذه العادة مرتبطة غالباً بالفراغ والإحباط، ولا علاقة لها بأوساط معينة، وإنما ترتبط بظرف كل شخص.
منقول للفائدة بورك فيكم | |
|
برنسوي .::عضو مبتدا::.
عدد الرسائل : 46 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
| موضوع: رد: ((الـــنـــمـــيـــمـــه)) الخميس مايو 08, 2008 11:21 pm | |
| مشكور يامبدعنا مشكور اخي لتحرمنا جديدك | |
|